گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
جلد دوم
[البقرة: 282








.«3» تِجارَةً حاضِرَةً [البقرة/ 282 ] فی رفعها و نصبها :«2» فی قوله تعالی «1» و اختلفوا
فقرأ عاصم وحده تِجارَةً نصباً. و قرأ الباقون: بالرفع.
.«4» [قال أبو بکر]: و أشکّ فی ابن عامر
قال أبو علی: کانَ کلمۀ استعملت علی أنحاء:
أحدها: أن تکون بمنزلۀ حدث، و وقع، و ذلک قولک: قد کان الأمر، أي وقع و حدث، و الآخر: أن تخلع منه معنی الحدوث فتبقی
الخبر المنصوب. «5» الکلمۀ مجردة للزّمان، فتلزمها
صفحۀ 219 من 237
و نظیر خلعهم معنی الحدث من کان و أخواتها، خلعهم معنی الاسم من التاء و الکاف اللتین للخطاب فی قولهم: أنت و ذلک، و
و ذلک قولک: کان زید ذاهباً. و الثالث: ،«6» النّجاءك
أن تکون بمعنی صار.
:«7» أنشد أحمد بن یحیی
1) سقطت الواو من (ط). ) «8» بتیهاء قفر و المطیّ کأنها قطا الحزن قد کانت فراخا بیوضها
2) فی (ط): عز و جل. )
3) فی (ط): فی رفعهما و نصبهما. )
4) السبعۀ ص 194 و ما بین معقوفین زیادة منه. )
5) فی (ط) فیلزمها. )
6) النجاءك: قال فی تاج العروس (نجو) یمدّ و یقصر أي (أسرع) أصله: )
النجاء. أدخلوا الکاف للتخصیص بالخطاب و لا موضع لها من الإعراب. قال ابن الأثیر: هو مصدر منصوب بفعل مضمر، أي: أنجو
.(25 / النجاء (النهایۀ 5
.396 / 7) هو أبو العباس أحمد بن یحیی ثعلب إمام الکوفیین فی النحو و اللغۀ ولد سنۀ مائتین. و توفی سنۀ 291 ه. انظر بغیۀ الوعاة 1 )
8) البیت لعمرو بن أحمر الباهلی فی دیوانه ص 119 ضمن أبیات خمسۀ هو )
ص: 437
:«1» أي: صارت، فیجوز أن یکون من هذا قوله تعالی
کَیْفَ نُکَلِّمُ مَنْ کانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیا [مریم/ 29 ]، أي صار فی المهد.
و الرابع: أن تکون زیادة، و ذلک: قولهم: ما کان أحسن زیداً، المعنی فیه: ما أحسن زیداً، و أنشد لبعض البغدادیین:
سراة بنی أبی بکر تساموا علی کان المسوّمۀ الجیاد
213 بدون عزو و عزاه فی الحیوان / 230 ، و المعانی الکبیر 1 / 189 و الأشمونی 1 / رابعها. و هو من شواهد شرح الکافیۀ للرضی 4 «2»
102 لابن کنزة، و فی اللسان (طبعۀ / 33 لابن أحمر، و نسبه ابن یعیش فی شرح المفصل 7 / 575 و تاج العروس/ بیض/ و الخزانۀ 4 /5
صادر) (بیض) عجزه، و وقع محرفاً، و بروایۀ:
.« علی قفرة طارت فراخاً بیوضها »
و لم أر من ذکره بهذه الروایۀ. و فی الخزانۀ و التاج بروایۀ: أریهم سهیلًا و المطی کأنها قطا الحزن « طارت » بکلمۀ « کانت » : فحرّف
البیت.
و ذکر البغدادي أنها الروایۀ التی فی عامۀ نسخ شعره.
1) سقطت من (ط). )
181 و / 190 و ابن هشام فی أوضح المسالک 1 / 298 و من شواهد الرضی فی شرح الکافیۀ 4 / 2) البیت فی سر صناعۀ الإعراب 1 )
191 و همع / 192 و یس 1 / 41 و التصریح 1 / 33 و العینی 2 / 241 و الخزانۀ 4 / 100 و الأشمونی 1 ،98 / شرح المفصل لابن یعیش 7
89 و ذکره ابن عصفور فی الضرائر ص 78 و البیت مروي عن الفراء و لم ینسبه أحد إلی قائل. و هو فیما / 120 و الدرر 1 / الهوامع 1
و هذه العبارة زیادة « فی أخري: العراب » : و هی التی أشار إلیها فی نسخۀ (م) بقوله « الجیاد » بدل « العراب » تقدم من المصادر بروایۀ
لیست فی (ط) و لعلها زیادة علی الأصل الذي بین أیدینا.
ص: 438
صفحۀ 220 من 237
.«1» فی أخري: العراب
قوله: إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً حاضِ رَةً تُدِیرُونَها بَیْنَکُمْ [البقرة/ 282 ] فنصب، المعنی: و لا تسأموا کتابته إلّا أن تکون «2» فأمّا موضع أن فی
تجارة حاضرة تدیرونها بینکم.
ارتهان الرهن، لوقوع التقابض فی المجلس، و «3» أي: یداً بید لا أجل فیه، فلا یحتاج فی تبایع ذلک إلی التّوثّق باکتتاب الکتاب، و لا
تکون « أن » : هذه فی النصب موضع التی فی قوله: إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْکُمْ [البقرة/ 282 ] فالعامل فی قوله « أن » مثل موضع
لا تَأْکُلُوا أَمْوالَکُمْ بَیْنَکُمْ بِالْباطِلِ [النساء/ 29 ] بتوسّط إلّا، و کلا :«4» من قوله: إلّا أن تکون تجارة عن تراض منکم، قوله عزّ و جلّ
الاستثناءین منقطع.
المطهمۀ » : و البیت مع آخر قبله فی عبث الولید ص 73 بروایۀ .«5» و زعم سیبویه: أنّه قد نصب فی القراءة تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْکُمْ
.« الصّلاب
و للبیت روایات: تسامی و تساقوا، و سراة و جیاد، و مسومۀ و مطهمۀ و الصلاب و العراب ...
1) سقطت من (ط). )
2) فی (ط): من. )
3) سقطت من (ط). )
4) سقطت من (ط). )
بنصبهما. علی أن کان ناقصۀ ... و قرأ الباقون برفعهما علی « تجارة حاضرة » : 353 : قرأ عاصم / 377 ، و فی البحر 2 / 5) انظر سیبویه 1 )
تامۀ و تجارة فاعل. « تکون » أن یکون
ص: 439
فأمّا حجۀ من رفع: فإنّه جعل کان بمعنی وقع و حدث کأنّه: إلّا أن تقع تجارة حاضرة، و مثل ذلک فی الرفع قوله:
وَ إِنْ کانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ [البقرة/ 280 ] المعنی فیه علی الرفع و ذلک أنه لو نصب، فقیل: و إن کان ذا عسرة لکان المعنی: و إن کان
المستربی ذا عسرة فنظرة، فتکون النظرة مقصورة علیه و لیس الأمر کذلک لأنّ المستربی، و غیره، إذا کان ذا عسرة فله النظرة. أ لا تري
أنّ المستربی و المشتري و سائر من لزمه حقّ إذا کان معسراً فله النظرة إلی المیسرة؟ فکذلک المعنی فی قوله: إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً
بالشهادة و الارتهان، فلا جناح، فی ترك ذلک «1» حاضِ رَةً، إلّا أن تقع تجارة حاضرة فی هذه الأشیاء التی اقتصّت، و أمر فیها بالتوثقۀ
فیه لأن ما یخاف فی بیع النّساء، و التأجیل یؤمن فی البیع یداً بید.
:«2» و مما جاء فیه کان بمعنی وقع قول أوس
:«4» علیّ کأثواب الحرام المهینم و من ذلک قول الشاعر *«3» هجاؤك إلّا أنّ ما کان قد مضی
فدي لبنی ذهل بن شیبان ناقتی إذا کان یوم ذو کواکب أشنعا
1) فی (ط): بالوثیقۀ. )
، 2) البیت فی دیوانه ص 121 من قصیدة طویلۀ. هو الرابع و العشرون منها و ذکره ابن قتیبۀ فی المعانی الکبیر بدون نسبه ص 484 )
.1177
356 ، و لم ینسبه و لکنه ذکره بعد أن قال: قال الراجز ا. ه. و هذا غریب! لأن البیت لیس من الرجز، بل من / و ابن درید فی الجمهرة 3
الطویل، و أوس من الشعراء و لیس من الرجاز.
.« قد مضی » فوق کلمۀ « بیننا » 3) جاء فی (م) کلمۀ )
4) البیت بهذه الروایۀ ملفق من بیتین أنشدهما سیبویه متتابعین و هما: )
صفحۀ 221 من 237
ص: 440
بما تقدّم، فلم یجیء الخبر هکذا «1» فهذا أیضاً من باب وقع و لا یکون (أشنع) خبراً لأنّک لو جعلته خبراً لم تستفد به إلّا ما استفدت
.«2» کما جاء الحال فی نحو قوله
کفی بالنأي من أسماء کافی و أمّا وجه قول من نصب فقال: إِلَّا أَنْ تَکُونَ تِجارَةً حاضِ رَةً، فالذي فی الکلام الذي تقدّمه مما یظن أنّه
یکون اسم کان ما دلّ علیه: تَدایَنْتُمْ، من قوله إِذا تَدایَنْتُمْ بِدَیْنٍ، و الْحَقُّ من قوله: فَإِنْ کانَ الَّذِي عَلَیْهِ الْحَقُّ سَ فِیهاً أَوْ ضَ عِیفاً فلا یجوز
به، «3» أن یکون التداین اسم کان، لأنّ حکم، الاسم أن یکون الخبر فی المعنی، و التداین حقّ فی ذمّۀ المستدین، للمدین المطالبۀ
فإذا کان ذلک لم یکن اسم ( 1) قول مقاس العائذي:
فدي لبنی ذهل بن شیبان ناقتی إذا کان یوم ذو کواکب أشهب
-2 و قول عمرو بن شأس:
بنی أسد هل تعلمون بلاءنا إذا کان یوماً ذا کواکب أشنعا
98 . و بیت عمرو بن شأس بروایۀ المصنف استشهد به / 96 و ابن یعیش 7 / 22 و بیت مقاس فی المقتضب 4 ،21 / انظر الکتاب 1
201 فی خبر أبیات حصین بن حمام المري. / التبریزي فی شرح الحماسۀ 1
1) فی (ط): تستفید. )
2) صدر بیت لبشر بن أبی خازم الأسدي و عجزه: و لیس لحبها إذ طال شافی. )
،296 ،283 ،183 / 115 و ابن الشجري 1 / 268 و المنصف 2 / 22 و الکامل ص 729 و الخصائص 2 / انظر دیوانه/ 142 و المقتضب 4
.128 / 261 . و رغبۀ الآمل 6 / 103 . و الخزانۀ 2 /10 ،51 / 298 ، و المفصل بشرح ابن یعیش 6
.« المطالبۀ به » بدل « المطالبۀ » :( 3) فی (ط )
ص: 441
کان، لأنّ التداین معنی، و المنتصب یراد به العین، و من حیث لم یجز أن یکون التداین اسم کان، لم یجز أن یکون الحقّ اسمها، لأنّ
هذا فی «1» الحقّ یراد به الدین فی قوله: فَإِنْ کانَ الَّذِي عَلَیْهِ الْحَقُّ فکما لم یجز أن یکون التداین اسمها، کذلک لا یجوز [أن یکون
الْحَقُّ، فإذا لم یجز ذلک لم یخل اسم کان من أحد شیئین:
فحواها التبایع؛ فأضمر التبایع لدلالۀ الحال علیه، کما أضمر «2» أحدهما أنّ هذه الأشیاء التی اقتصّت من الإشهاد و الارتهان قد علم فی
لدلالۀ الحال فیما حکاه من قوله: إذا کان غدا فأتنی، أو یکون أضمر التجارة، کأنّه: إلّا أن تکون التجارة تجارة حاضرة. و مثل ذلک
:«3» قول الشاعر
فدي لبنی ذهل بن شیبان ناقتی إذا کان یوماً ذا کواکب أشنعا
تقلیب الأموال و تصریفها لطلب النماء بذلک، و هو اسم حدث و اشتقّ التاجر منه إلّا أنّ «4» أي: إذا کان الیوم یوماً، فأمّا التجارة فهی
علی هذا المعنی الذي وصفناه من أحد ثلاثۀ أشیاء: «5» المراد به فی الآیۀ العین، و لا یخلو وقوع اسم الحدث
إمّا أن یکون المراد: إلّا أن یقع ذو تجارة أي: متاع ذو تجارة.
و الآخر: أن یراد بالتجارة: المتّجر فیه الذي هو: عین، ( 1) هکذا فی ط و سقطت من م.
2) فی (ط): من. )
. 3) سبق فی الصفحۀ 439 )
.« فهو » :( 4) فی (م )
5) فی (ط) وقوع الحدث. )
صفحۀ 222 من 237
ص: 442
فیکون کقوله: هذا الدرهم ضرب الأمیر، و هذا الثوب نسج الیمن، أي مضروبه و منسوجه، و کذلک لَیَبْلُوَنَّکُمُ اللَّهُ بِشَ یْءٍ مِنَ الصَّیْدِ
[المائدة/ 94 ] أي المصید.
أ لا تري أن الأیدي و الرماح إنّما تنالان الأعیان.
و الثالث: أن یوصف بالمصدر فیراد به العین کما یقال:
عدل، و رضی، یراد به عادل و مرضیّ، و علی هذا قالوا: عدلۀ، لما جعلوه الشیء بعینه. و لیس هذا کالوجه الذي قبله لأنّ ذاك مصدر
یراد به المفعول، و لیس هذا مقصوراً علی المفعول، فالمراد بالمصدر الذي هو تجارة: العروض و غیرها مما یتقابض، یبیّن ذلک
وصفها بالحضور و بالإدارة بیننا، و هذا من أوصاف الأعیان، و الاسم المشتق من هذا الحدث یجري مجري الصفات الغالبۀ؛ و لذلک
:«1» کسّر تکسیرها فی قولهم: تاجر و تجار، کما قالوا: صاحب و صحاب، و راع و رعاء، قال الشاعر
کأنّ علی فیها عقاراً مدامۀ سلافۀ راح عتّقتها تجارها
[ [البقرة: 283
.[ فرهن مقبوضۀ [البقرة/ 283 :«2» اختلفوا فی ضمّ الرّاء و کسرها و إدخال الألف و إخراجها، و ضمّ الهاء و تخفیفها من قوله تعالی
فقرأ ابن کثیر و أبو عمرو: فرهن، و اختلف عنهما ( 1) البیت من قصیدة طویلۀ لأبی ذؤیب الهذلی یرثی نشیبۀ بن محرّث فی شرح
73 الثانی عشر منها. و الخمر العقار: التی تعاقر الدّنّ أو العقل، أي: تلزمه. و السلاف: أول ما یخرج من المبزل. / أشعار الهذلیین 1
عتّقتها: ترکتها حتی قدمت.
2) فی (ط): عز و جل. )
ص: 443
عن أبی عمرو: «2» و عبید بن عقیل «1» فروي عبد الوارث
فرهن ساکنۀ الهاء.
عن ابن کثیر فرهن ساکنۀ الهاء. «4» و مطرّف الشّقريّ «3» و روي الیزیديّ عنه فرهن بضم الهاء. و روي عبید بن عقیل عن شبل
عن شبل عن ابن کثیر: فرهن ( 1) سبقت «8» عن أصحابهما، و محمد بن صالح المرّيّ «7» و البزّيّ «6» عن النبال «5» و روي قنبل
.376 / ترجمته 1
.341 / 2) سبقت ترجمته 1 )
.341 / 3) سبقت ترجمته 1 )
363 و الذي / 4) الشقري أبو بکر مطرّف بن معقل الشقريّ التمیمی السعدي قاله أبو عبید القاسم بن سلام. انظر الأنساب للسمعانی 7 )
300 : مطرف بن معقل أبو بکر النهدي، و یقال: الباهلی البصري ثقۀ معروف ... / فی طبقات القراء 2
5) قنبل أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعید بن جرجۀ المخزومی (مقرئ مکۀ) مولاهم المکی ولد سنۀ 195 )
186 و جعله من الطبقۀ السابعۀ. / و توفی 291 انظر معرفۀ القراء 1
6) أبو الحسن أحمد بن محمد بن علقمۀ ... المعروف بالقواس إمام مکۀ فی القراءة، قرأ علی وهب، و قرأ علیه قنبل و غیره .. توفی )
.123 / 240 أو 245 انظر طبقات القراء 1
7) البزي: أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن القاسم بن نافع بن أبی بزة الإمام أبو الحسن البزي المکی مقرئ مکۀ و مؤذن المسجد )
الحرام ولد سنۀ 170 و توفی 250 محقق ضابط متقن قرأ علی أبیه عبد اللّه بن زیاد و عکرمۀ بن سلیمان و وهب بن واضح قرأ علیه
صفحۀ 223 من 237
إسحاق بن محمد الخزاعی و الحسن بن الحباب و أحمد بن فرح ... و غیرهم و روي عنه القراءة قنبل، و روي حدیث التکبیر من آخر
.119 / الضحی و قد أخرجه له الحاکم فی المستدرك .. انظر طبقات القراء 1
8) المري: محمد بن صالح أبو إسحاق المري البصري الخیاط. روي الحروف )
ص: 444
مضمومۀ الهاء.
.«1» و قرأ نافع و عاصم و ابن عامر و حمزة و الکسائی فَرِهانٌ بألف مکسورة الراء
قال أبو علی: قال أبو زید: رهنت عند الرجل رهنا و رهنته رهنا، فأنا أرهنه: إذا وضعته عنده. و ارتهن فلان من رجل رهنا ارتهانا: إذا
أخذه منه، و قد أرهنت فی السلعۀ من مالی حتی أدرکتها إرهانا، و ذلک إذا غالیت بها فی الثمن، فالارتهان- فی المغالاة و فی
:«2» القرض و البیع-: الرّهن، قال الشاعر
یطوي ابن سلمی بها عن راکب بعداً عیدیّۀ أرهنت فیها الدّنانیر
سماعا عن شبل بن عباد، روي القراءة عنه عرضاً محمد بن عبد اللّه القاسم بن أبی بزة ... و روي عنه الدانی أنّه قال: سألت شبل بن
عباد عن قراءة أهل مکۀ فیما اختلفوا فیه، و فیما اتفقوا علیه فقال: إذا لم أذکر ابن محیصن فهو المجتمع علیه، و إذا ذکرت ابن
.155 / محیصن فقد اختلف هو و عبد اللّه بن کثیر و ذکر القراءة. طبقات القراء 2
.195 - 1) السبعۀ 194 )
274 و لم یعزه لأحد. قال الأزهري: بها: / 2) البیت الأول فی تهذیب اللغۀ 6 )
بإبل. عیدیۀ: نجب منسوبۀ إلی بنات العید، و هو فحل معروف کان منجباً ا ه.
135 : العیدیۀ: نوق تنسب إلی حیّ یقال له بنو العید، و قیل نسبت إلی عاد بن عاد، و قیل: إلی / و قال ابن سیده فی المخصص السفر 7
عادي بن عاد فهو إذا علی ذلک من شاذ النسب، و قیل نسبت إلی فحل یقال له: عید، و هو نجیب کریم و أولاده نجب. ا ه. و قریب
مما ذکره ابن سیدة فی المخصص هو فی اللسان (عود) و أنشد البیت لرذاذ الکلبی بروایۀ:
ظلّت تجوب بها البلدان ناجیۀ .. عیدیۀ .. البیت.
و ذکره فی مادة (رهن) بروایۀ المصنف و أشار إلی الروایۀ الثانیۀ. و فی الصحاح (عود) عجزه، و أنشده بالروایۀ الثانیۀ لرذاذ الکلبی
أیضاً صاحب
ص: 445
کأنّها بحسیر الرّیح صادیۀ و قد تحرّز ملحرّ
الیعافیر و أرهنّا بیننا خطراً إرهانا، و هو أن یبذلوا من الخطر ما یرضی به القوم بالغا ما بلغ، فیکون لهم سبقا، و أخطرت لهم خطراً «1»
:«2» إخطاراً و هو مثل الإرهان. و أنشد غیر أبی زید للعجاج
و عاصما سلّمه من الغدر من بعد إرهان بصمّاء الغبر
فقال بعض أصحاب الأصمعی: إرهان: إثبات و إدامۀ.
التاج فی (عود) و لم تذکر المصادر السابقۀ البیت :«3» و یقال: أرهن لهم الشرّ أي أدامه، و قال أبو موسی: رهن لهم، أي: دام، و أنشد
بالراء. « بعراً » إلی « بعدا » 342 بدون نسبۀ، و صحفت فیه کلمۀ / الثانی. و جاء البیت فی البحر المحیط 2
و قوله: بعداً، جاء فی اللسان (بعد): البعد، بالضم، و بعد، بالکسر، بعدا و بعدا، فهو بعید و بعاد، عن سیبویه، أي: تباعد و جمعها: بعداء.
ثم نقل عن الصحاح: البعد، بالتحریک، جمع باعد، مثل: خادم و خدم.
و قوله: ملحرّ أي: من الحرّ، و الیعافیر ج الیعفور: الظبی الذي لونه کلون العفر و هو التراب و قیل: هو الخشف ا ه اللسان (عفر) و
صفحۀ 224 من 237
الحسیر:
الکلیل، و حسیر الریح: الریح المقطوعۀ الضعیفۀ. قال فی اللسان (حسر) العرب تقول: حسرت الدابۀ إذا سیّرتها حتی ینقطع سیرها. ا ه
إشارة إلی وصلها. « صل » : و وضع فوقها کلمۀ « مالحرّ » :( 1) رسمها فی (م )
و أثبتنا ما فی (ط) لعدم التکلف.
93 ، و عاصم: لص کان حبسه مروان بن الحکم ثم أرسله، و الصماء: الداهیۀ التی لا تجیب، و الغبر: / 2) البیت فی دیوان العجاج 1 )
البقاء، و إرهان: إثبات.
93 . و روایۀ (ط): و اللحم / 3) هذا صدر بیت عجزه: و قهوة راووقها ساکب. فی اللسان (رهن) دون نسبۀ و فی شرح دیوان العجاج 1 )
و الخبز.
ص: 446
و الخبز و اللحم لهم راهن فقد فسروا الرهن بالإثبات و الإدامۀ، فمن ثم یبطل الرهن إذا خرج من ید المرتهن بحق لزوال إدامۀ
و :«1» الإمساك، و الرّهن الذي یمسکه المرتهن توثقۀ لاستیفاء ماله من الراهن: اسم مصدر کما کان الکتاب کذلک فی قوله تعالی
کتابه [التحریم/ 12 ] و هذه المصادر إذا نقلت فسمّی بها یزول عنها عمل الفعل، و ذلک فیها إذا صارت علی ما ذکرنا بیّن، إذ لم
یعملوا من المصادر ما کثر استعمالهم له، کما ذهب إلیه فی قولهم: للّه درّك، و تمثیله إیاه بقولهم: للّه بلادك، فإذا قال:
رهنت زیداً رهناً و ارتهنت رهنا، فلیس انتصابه انتصاب المصدر، و لکن انتصاب المفعول به کما تقول: رهنت زیداً ثوباً، و رهنته
ضیعۀ.
و قد قالوا فی هذا المعنی: أرهنته، و فعلت فیه أکثر.
:«2» قال الأعشی
حتی یفیدك من بنیه رهینۀ نعش و یرهنک السّماك الفرقدا
و قال آخر:
فلمّا خشیت أظافیره نجوت و أرهنتهم مالکا
1) سقطت من (ط). ) «3»
343 و فیه: یقید له بالقاف و هو تصحیف مع بیت آخر قبله سیذکره المصنف بعد قلیل. / 2) البیت فی دیوانه 231 و البحر المحیط 2 )
342 و اللسان (رهن) لهمام بن مرة، و جعله اللسان مطلع أبیات أربعۀ. / 3) البیت فی البحر المحیط 2 )
274 ، و الصحاح رهن لعبد اللّه بن همام السلولیّ و روایۀ البیت فی المصادر السابقۀ ما عدا الأزهري. / و فی تهذیب الأزهري 6
ص: 447
و قال آخر:
یراهننی فیرهننی بنیه و أرهنه بنیّ بما أقول
فرهنت فی کل هذه الأبیات قد تعدي إلی مفعولین، فکذلک إذا قال: رهنت زیداً رهناً، فالرهن مصدر، و لمّا نقل فسمّی به ما «1»
ذکرت کسّر کما تکسّر الأسماء، کما کسّر غیره من المصادر المسمی بها.
لکان قیاسه أفعل، مثل کلب و أکلب، و فلس و أفلس، و کأنّه استغنی ببناء «2» و تکسیر رهن علی أقل العدد لم أعلمه جاء، و لو جاء
و کما استغنی ببناء القلیل عن بناء الکثیر فی نحو: ،«4» ببناء الکثیر عن القلیل فی قولهم: ثلاثۀ شسوع «3» الکثیر عن القلیل کما استغنی
رسن و أرسان، فرهن جمع علی بناءین من أبنیۀ الجموع، و هو فعل و فعال و کلاهما من أبنیۀ الکثیر فممّا جاء علی فعل. قول الأعشی
:«5»
صفحۀ 225 من 237
آلیت لا أعطیه من أبنائنا رهنا فیفسدهم کمن قد أفسدا
.« أظافیره » بدل « أظافیرهم » العین کما خفّف فی «6» فرهن: جمع رهن، ثم یخفّف
1) البیت فی اللسان (رهن) و نسبه إلی أحیحۀ بن الجلاح. )
2) فی (ط): و لو کان جاء. )
3) فی (ط): کما استغنوا. )
4) فی اللسان (شسع): شسع النعل: قبالها الذي یشدّ زمامها، و الجمع: )
شسوع لا یکسر إلّا علی هذا البناء.
5) البیت فی دیوانه 229 و فیه: لا نعطیه بدل لا أعطیه. و اللسان رهن و سبقت الإشارة إلیه قریباً. )
6) فی (ط): خفّف. )
ص: 448
رسل و کتب و نحو ذلک فقیل: رسل و کتب. و مثل رهن و رهن، سقف و سقف، و فی التنزیل: لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّۀٍ [الزخرف/
33 ] و مثل تخفیفهم الرّهن و قولهم: رهن؛ أنّهم جمعوا أسداً علی أسد، ثم خفّفوا فقالوا: أسد قال:
کأنّ محرّبا من أسد ترج ینازلهم لنابیه قبیب
،«3» و ثطّ، و ورد و ورد ،«2» و مثل رهن و رهن فیما حکاه أبو الحسن: لحد القبر، و لحد، و قلب و قلب، لقلب النخلۀ، و قالوا: ثطّ «1»
.«4» و سهم حشر، و سهام حشر
لا یري جمع الجمع مطّرداً، فینبغی أن لا «5» فإن قلت: أ یجوز أن یکون رهان جمع رهن، و لا یکون جمع رهن. فالقول: إنّ سیبویه
مثل کعب و کعاب، و لم یجعله جمع الجمع إلّا « رهان » إنّ :«6» یقدم علیه حتی یعلم، فإذا کان رهن قد صار مثل کعب، و کلب، قلنا
97 و المحرّب: الأسد المغیظ / 110 و دیوانهم 1 / بثبت. فإن قلت: إنّهم ( 1) البیت لأبی ذؤیب الهذلی فی شرح أشعار الهذلیین 1
المغضب. ترج: واد. قبیب: صوت یقبقب، و هی: القبقبۀ، و انظر اللسان (قبب).
2) رجل ثطّ: ثقیل البطن بطیء. انظر اللسان/ ثطط/. )
3) قال فی التاج (ورد): فرس ورد و جمعه ورد، بضم فسکون مثل: جون و جون. )
4) فی اللسان (حشر): سهم محشور و حشر: مستوي قذذ الریش، قال سیبویه: سهم حشر و سهام حشر. اه. منه. )
.« اعلم أنه لیس کل جمع یجمع، کما أنّه لیس کل مصدر یجمع کالأشغال و العقول و الحلوم و الألباب » :200 / 5) قال سیبویه فی 2 )
6) فی (ط): قلت. )
ص: 449
فإذا جمعوه ،«1» قد جمعوا فعلا فی قولهم: طرقات و جزرات، و حکی أبو عثمان أنّ الرّیاشی حکی أنّه سمع من یقول: عندنا معنات
فی التکسیر و التصحیح فی أنّ کلّ واحد منهما جمع فهذا قیاس، التوقف عنه نراه «2» هذا الجمع جاز أن یکسّر أیضاً لاجتماع البابین
أولی، و قد ذهب إلیه ناس. و کذلک لو قال:
.«4» فی نحو قول ذي الرّمۀ «3» « فعالًا » إنّ فعل مثل فعال، فی أنّ کلّ واحد منهما بناء للعدد الکثیر، و قد کسّروا
و قرّبن بالزّرق الجمائل بعد ما تقوّب عن غربان أوراکها الخطر
فیکون رهان جمع رهن لا جمع رهن، و جمعوا فعلًا، علی فعال، کما جمعوا فعالًا علی فعائل فی قولهم: جمائل، لم نر هذا القیاس؛ لأنّه
إذا جمع شیء من هذا لم یجز قیاس الآخر علیه عنده، حتی یسمع، و لیست الجموع عنده فی هذا کالآحاد. ( 1) المعن: الماء الظاهر أو
السائل، و الجمع معن و معنات. انظر اللسان (معن).
صفحۀ 226 من 237
2) فی (ط): البناءین. )
3) فی (م): فعال. )
430 و الصحاح (خطر) و شروح سقط الزند بشرح / 566 . و المسلسل فی غریب اللغۀ ص 79 و الحیوان 3 / 4) البیت فی دیوانه 1 )
1536 و 1537 . و اللسان (جمل، غرب، خطر، زرق) و التاج (غرب) و هنالک اختلاف یسیر فی روایۀ البیت فی المصادر. / الأصمعی 4
و فی شرح الدیوان: الزرق: أکثبۀ الدهناء- تقوب: تقشّر، غربان أوراکها: طرف رءوس الأوراك الذي یلی الذنب. و الخطر: أن یخطر
بذنبه فیصیر علی عجزه لبد من أبواله- و معنی البیت: تقوّب غراباه لأنّه یأکل الرطب فیسلح به علی ذنبه ثم یخطر فیضرب به بین
ورکیه، فإذا أصابه الصیف و ضربه الحر انسلخ الشّعر عن موضع خطره بذنبه، فهو حیث یتقوب.
ص: 450
قال أحمد بن موسی: قرأ حمزة و عاصم فی روایۀ یحیی بن آدم عن أبی بکر عن عاصم و حفص عن عاصم الَّذِي اؤْتُمِنَ [البقرة/
.«1» 283 ] بهمزة و برفع الألف، و یشیر بالضم إلی الهمز
قال أحمد: و هذه الترجمۀ غلط.
الذال مکسورة، و بعدها همزة ساکنۀ بغیر إشمام الضمّ، و هذا هو الصواب الذي لا یجوز غیره. «2» و قرأ الباقون: الذي ائتمن
.«3» و روي خلف و غیره عن سلیم عن حمزة: الَّذِي اؤْتُمِنَ، یشمّ الهمزة الضمّ، و هذا خطأ أیضاً، لا یجوز إلّا بتسکین الهمزة
قال أبو علی: لا تخلو الحرکۀ التی أشمّوها الهمزة من أن تکون لنفس الحرف، أو تکون حرکۀ حرف قبل الهمزة أو بعدها: فلا یجوز
أن اؤْتُمِنَ افتعل من الأمان، و «4» أن تکون الحرکۀ لنفس الحرف الذي هو الهمزة، لأنّ الحرف ساکن لا حظّ له فی الحرکۀ، و ذلک
اتّزن، فتکون ،«5» الفاء من افتعل ساکنۀ فی جمیع الکلام صحیحه و معتلّه، تقول: اقتتل اقترع، ایتکل، ایتجر، اختار، انقاد، اتّعد، ارتدّ
.« الهمزة » :( فاء افتعل فی ( 1) فی (ط
و الذي أثبتنا من (ط) ینسجم مع المراد، و النطق. « صل » : و کتب فوق الکلمۀ « اؤتمن » :( 2) رسمها فی (م )
. 3) السبعۀ ص 194 )
4) فی (ط): و ذاك. )
5) کذا فی (ط) و سقطت من (م). )
ص: 451
لأنّ حرکۀ ما قبل لم تلق علی ما بعد فی شیء علمناه، کما تلقی «1» جمیع هذه الأبنیۀ ساکنۀ، و لا یجوز أن تکون حرکۀ حرف قبلها
و نحوه. «2» حرکۀ الحرف علی ما قبله فی نحو: استعدّ، و استمرّ، و قیل، و اختیر، و ردّ، و الخب
علی الإشباع، فإن قیل: إن «3» فإذا لم یکن لشیء من هذه الأقسام مساغ ثبت أن الحرکۀ لا تجوز فیها علی الإشمام، کما لا تجوز فیها
هذا الإشمام إنّما هو لیعلم أنّ قبلها همزة وصل مضمومۀ، و ذلک أنّک إذا ابتدأت قلت: اؤتمن.
قیل: فهذا یلزم قائله أن یقول فی نحو: إِلَی الْهُدَي ائْتِنا [الأنعام/ 71 ] أن یشیر إلی الهمز بالکسر، و کذلک یلزمه أن یشیر إلی الکسر فی
قوله: فَأْتِنا بِما تَعِدُنا [الأعراف/ 70 ] و فی قوله تعالی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی [التوبۀ/ 49 ] و نحو ذلک أن یشیر إلی الکسر فی الهمز
لأنّ قبل الهمزة فی کل ذلک فی الابتداء همزة مکسورة کما کانت فی قوله اؤْتُمِنَ فی الاستئناف همزة مضمومۀ. فإن مرّ علی قیاس
هذا الذي لزم کان مارّاً علی خطأ و آخذاً به من غیر وجه. و من ذلک أنّ الحرف الذي بعد الحرف لا یحرّك بحرکۀ ما قبله، کما
یحرّك الحرف الذي قبل الحرف لحرکۀ الحرف الذي بعده نحو: ( 1) فی (ط): قبله.
قال فی البحر «... ألا یسجدوا للّه الذي یخرج الخبء فی السموات و الأرض » : من قوله تعالی من سورة النمل/ 25 « الخبء » 2) أصلها )
69 : قرأ الجمهور (الخبء) بسکون الباء و الهمزة، و قرأ أبیّ و عیسی بنقل حرکۀ الهمزة إلی الباء و حذف الهمزة. / المحیط 7
صفحۀ 227 من 237
3) فی (م): کما تجوز علی الإشباع. و الصواب ما أثبتناه من (ط). )
ص: 452
ذلک فی کلامهم، لم یلزم فی هذا الموضع فی «2» یونس/ 35 ] و الْخَبْءَ [النمل/ 25 ] و نحو ذلک. و لو جاز ] «1» یستعدّ، و یَهْدِي
الإدراج؛ و ذلک أنّ همزة الوصل تسقط فی الإدراج، فإذا سقطت سقطت حرکتها، و لم تبق الحرکۀ بعد سقوط الحرف، فإذا کان
لیس قبلها شیء و إذا لم یجز ذلک، تبیّن أن الهمزة لا وجه لها إلّا «3» کذلک لم یجز أن تقدّر إلقاء حرکۀ ما قبلها علیها لأنّها
التخفیف و التحقیق فمن خفف: الَّذِي «4» السکون، کما ذهب الآخرون إلیه غیر عاصم و حمزة من إسکانها. إلّا أنه یجوز فی الهمزة
اؤْتُمِنَ قال:
فحذف الیاء من الذي لالتقائها ساکنۀ مع فاء افتعل، لأنّ همزة الوصل قد سقطت للإدراج، فیصیر: ذیتمن بمنزلۀ: بیر، و ،«5» الذیتمن
« یهدّي » : کذا جاء رسمها فی الأصل و فی المصحف بروایۀ حفص :« یهدّي » ( ذیب، و إن حقّق کان بمنزلۀ من حقّق الذئب و البئر. ( 1
بفتح الیاء و سکون الهاء و تشدید الدّال. فجمعوا بین « أمّن لا یهدّي » : 156 : قرأ أهل المدینۀ إلّا ورشاً / قال أبو حیان فی البحر 5
ساکنین. قال النحاس: لا یقدر أحد أن ینطق به. و قال المبرد من رام هذا لا بد أن یحرك حرکۀ خفیفۀ، و سیبویه یسمی هذا اختلاس
الحرکۀ. و قرأ أبو عمرو و قالون فی روایۀ کذلک، إلّا أنه اختلس الحرکۀ. و قرأ ابن عامر و ابن کثیر و ورش و ابن محیصن کذلک
إلا أنهم فتحوا الهاء، و أصله: یهتدي، فقلب حرکۀ التاء إلی الهاء و أدغمت التاء فی الدال، و قرأ حفص و یعقوب و الأعمش عن أبی
بکر کذلک، إلّا أنهم کسروا الهاء، لما اضطر إلی الحرکۀ حرّك بالکسر، قال أبو حاتم: هی لغۀ سفلی مضر. و قرأ أبو بکر فی روایۀ
یحیی بن آدم کذلک إلّا أنه کسر الیاء. و قرأ حمزة و الکسائی و خلف و یحیی ابن وثاب و الأعمش: یهدي، مضارع هدي. و ستأتی
فی موضعها من الکتاب.
2) فی (ط): و لو جاء ذلک و جاز. )
3) فی (ط): لأنه. )
4) فی (ط): الهمز. )
5) رسمت فی (ط): الذي ایتمن. )
ص: 453
«2» من قراءاته قوله: یا صالح یتنا «1» و لیس إشمام الحرکۀ الهمزة فی قوله الَّذِي اؤْتُمِنَ کإشمام أبی عمرو فیما حکی سیبویه
[الأعراف/ 77 ] لأنّه أشمّ الحرکۀ التی علی الحاء، و لها حرکۀ هی الضمۀ، و لا حرکۀ للهمزة فی: الَّذِي اؤْتُمِنَ.
و لم یقلب أبو عمرو الیاء التی أبدلت من الهمزة التی هی فاء واواً لتشبیهه المنفصل بالمتصل نحو: قیل. و لا یلزمه علی هذا أن یقول و
منهم من یقول: ائْذَنْ لِی لأنّه إنّما فعل ذلک فی حرکۀ بناء و حرکۀ البناء فی النداء المفرد کحرکۀ البناء فی قیل. فإذا فعل ذلک فی
حرکۀ البناء، لم یلزمه أن یجري حرکۀ الإعراب کحرکۀ البناء، و من شبّه حرکۀ الإعراب بحرکۀ البناء، و هو قیاس قول سیبویه لزمه أن
یشمّ الضمۀ فی یقول الکسرة کما جاء ذلک فی قیل. و لعل أبا عمرو یفصل بینهما کما فصل غیره من النحویین. و لیس ذلک أیضاً
کما حکاه أبو الحسن من أن بعضهم قال فی القراءة: فِی الْقَتْلی الْحُرُّ [البقرة/ 178 ] فأشمّ الفتحۀ التی علی اللام التی هی لام الفعل من
القتلی الکسرة، کما کان یمیله، و الألف التی فی القتلی ثابتۀ، لأنّ الألف التی فی القتلی حذفت لالتقاء الساکنین. و قد وجدت
.358 / 1) انظر الکتاب 2 ) :«3» الحذف لالتقاء الساکنین فی حکم الثبات، أ لا تري أنّهم أنشدوا
.« یا صالحیتنا » : بإثبات ألف الوصل. و رسمها فی سیبویه « یا صالح ایتنا » :( 2) رسمها فی (ط )
231 و أمالی ابن الشجري / 313 ، و مجالس ثعلب ص 123 ، و المنصف 2 / 85 و المقتضب 2 / 3) لأبی الأسود الدؤلی فی الکتاب 1 )
182 . و / 554 و شرح أبیات المغنی 7 / 230 ، و الخزانۀ 4 / 169 ، و الدرر 2 / 383 و الانصاف لابن الأنباري ص 659 و الهمع 2 /1
صفحۀ 228 من 237
اللسان (عتب).
ص: 454
فألفیته غیر مستعتب و لا ذاکر
اللّه إلّا قلیلًا فنصبوا الاسم مع حذف التنوین کما کانوا ینصبون مع إثباته لما کان المحذوف فی حکم الإثبات. «1»
فی حکم الإثبات، و إذا کان فی حکمه جازت إمالۀ الفتحۀ مع حذف الألف کما جازت إمالتها مع ثباتها. « القتلی » فکذلک الألف فی
أ لا تري أنّه إنّما کسرت الصّاد لمکان کسرة العین، ثم انفتح ما کانت الفاء کسرت ،«2» و نظیر ذلک من کلامهم قولهم: صعقیّ
أمیلت لمکان الألف، ثم ارتفع ما کان أمیلت له الفتحۀ، و ذهب، « القتلی » لکسرته فبقیت الفاء علی کسرتها، فکذلک الفتحۀ فی
فبقیت اللّام علی إمالۀ فتحتها کما بقیت الفاء فی صعقی علی کسرتها. و للبیت قصۀ رواها صاحب الأغانی بسنده عن أبی عوانۀ
/ ملخصها: أنه تزوج امرأة فوجدها بخلاف ما قالت له قبل الخطبۀ فجمع أهلها الذین حضروا تزویجه إیاها و طلقها .. انظر الأغانی 12
.315 ،314
و بعض المصادر ترویه بالفتح کما فی المقتضب، و شرح أبیات المغنی قال البغدادي: قوله: .« ذاکر اللّه » : 1) فی الأصل ضبطه بالکسر )
و لا ذاکر اللّه، روي بنصب ذاکر و جره، فالنصب للعطف علی غیر، و الجر للعطف علی مستعتب، و لا: لتأکید النفی المستفاد من غیر.
2) صعقی: نسبۀ إلی الصعق، و هو خویلد بن نفیل بن عمرو بن کلاب، کان سیداً، یطعم بعکاظ، و أحرقته صاعقۀ، فلذلک سمی )
الصعق. و من ولده الشاعر یزید بن عمرو بن الصعق. انظر جمهرة الأنساب ص 286 لابن حزم و فی القاموس (صاعقۀ): و النسبۀ:
صعقی، محرکۀ، و صعقی کعنبی، علی غیر قیاس.
ص: 455
[ [البقرة: 285
.[ وَ کُتُبِهِ [البقرة/ 285 ] هاهنا، و فی سورة التحریم [الآیۀ: 12 :«1» اختلفوا فی الجمع و التوحید من قوله جلّ و عزّ
فقرأ ابن کثیر، و نافع، و عاصم فی روایۀ أبی بکر، و ابن عامر: وَ کُتُبِهِ هاهنا جمع، و فی التحریم: و کتابه، علی التوحید.
و قرأ أبو عمرو: هاهنا و فی التحریم: وَ کُتُبِهِ علی الجمع.
و قرأ حمزة و الکسائی: و کتابه علی التوحید فیهما.
.«2» و روي حفص عن عاصم هاهنا، و فی التحریم: وَ کُتُبِهِ مثل أبی عمرو. و خارجۀ عن نافع فی التحریم مثل أبی عمرو
قال أبو علی: قال أبو زید: کتبت الصکّ، أکتبه کتاباً، و کتبت السقاء، أکتبه کتباً: إذا خرزته.
قال ذو الرّمّۀ:
و فراء غرفیّۀ أثأي خوارزها مشلشل ضیّعته بینها الکتب
1) سقطت من (ط). ) «3»
196 و هنالک اختلاف یسیر عمّا هنا. - 2) انظر السبعۀ ص 195 )
11 و فراء: واسعۀ، و غرفیّۀ: دبغت بالغرف و هو شجر یدبغ بورقه. أثأي خوارزها: قال / 3) البیت فی شرح دیوانه للأصمعی 1 )
الأصمعی: الثأي: أن تلتقی الخرزتان فتصیرا واحدة، المشلشل: الذي یکاد یتصل قطره (المطر).
الکتب: الخرز، الواحدة کتبۀ و کلّما جمعت شیئاً إلی شیء فقد کتبته و سمیت الکتیبۀ بذلک لأنّها تکتبت و اجتمعت، و منه کتبت
الکتاب: إذا جمعت حروفاً إلی حروف. و قوله: ضیّعته: یرید الکتب أي: الخرز ضیعت الماء فیما بینها فهو یشلّ.
ص: 456
صفحۀ 229 من 237
إذا حزمت حیاءها بحلقۀ حدید أو صفر، و کتبت علیها کتباً، و کتّبت الناقۀ تکتیباً: إذا صررتها. ،«2» أکتبها کتباً «1» و کتبت البغلۀ
یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا :«4» و قد جاء کتب فی التنزیل علی غیر وجه فمن ذلک أن یراد به: فرض، قال تعالی .«3» فالکتاب مصدر کتب
کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصاصُ فِی الْقَتْلی [البقرة/ 178 ] و :«5» کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیامُ کَما کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ [البقرة/ 183 ]، و قال تعالی
قال: وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة/ 45 ] و قال: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ [الأنفال/ 75 ] أي فیما
السّ هام فی المواریث، أو الحیازة للترکۀ، و یجوز أن یعنی به التنزیل، أي: هم فی فرض کتاب اللّه أولی «6» فرض اللّه لهم فی
فی أخري: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُ هُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی «7» بأرحامهم، و أن یحمل علی الکتاب المکتتب أولی، و ذلک لقوله سبحانه
کِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِکُمْ مَعْرُوفاً، کانَ ذلِکَ فِی الْکِتابِ مَسْطُوراً [الأحزاب/ 6] و المسطور إنّما
یسطر فی صحف أو ألواح، فردّ المطلق منهما إلی هذا المقیّد أولی، لأنّه أمر واحد.
1) فی (ط): الدابۀ. ) :«8» و قد جاء کتب یراد به الحکم. قال تعالی
زیادة من (ط). « کتبا » (2)
3) فی (ط): کتبت. )
4) سقطت من (ط). )
5) سقطت من (ط). )
6) فی (ط): من. )
7) سقطت من (ط). )
8) سقطت من (ط). )
ص: 457
:«1» کَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِی [المجادلۀ/ 21 ] کأنه حکم، قال
وَ لَوْ لا أَنْ کَتَبَ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِی الدُّنْیا [الحشر/ 3] أي حکم بإخراجهم من دورهم. و قال: وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا
أنّ قوله: وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ «2» بِإِذْنِ اللَّهِ کِتاباً مُؤَجَّلًا [آل عمران/ 145 ] فانتصب کتاباً بالفعل الذي دلّ علیه هذا الکلام، و ذلک
تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ یدلّ علی کتب، و کذلک قوله: کِتابَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ [النساء/ 24 ] لأنّ فی قوله:
أي: فرضه، فصار کتاب اللّه، کقوله: صُ نْعَ اللَّهِ [النمل/ «3» حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهاتُکُمْ [النساء/ 23 ] دلالۀ علی کتب هذا التحریم علیکم
.[ 88 ]، و وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ [الروم/ 6
فأمّا قوله: أُولئِکَ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ [المجادلۀ/ 22 ] فإنّ معناه جمع، و قد قالوا: الکتیبۀ للجمع من الجیش، و قالوا للخرز التی
ینضم بعضها إلی بعض: کتب، کأنّ التقدیر: أولئک الذین جمع اللّه فی قلوبهم الإیمان أي:
استوعبوه و استکملوه، فلم یکونوا ممن یقول: نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَکْفُرُ بِبَعْضٍ [النساء/ 150 ] و هم الذین جمعوا ذلک فی الحقیقۀ، و
.[ لأنّه کان بتقویته و لطفه کما قال: وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمی [الأنفال/ 17 ،«5» إلی اللّه تعالی «4» أضیف ذلک
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی کِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ( 1) فی (ط): و قال. :«6» فأمّا قوله تعالی
2) فی (ط): و ذاك. )
3) سقطت من (م). )
4) سقطت من (ط). )
5) سقطت من (ط). )
6) سقطت من (ط). )
صفحۀ 230 من 237
ص: 458
[التوبۀ/ 36 ] فلا یجوز تعلقه بالعدّة لأنّ فیه فصلًا بین الصلۀ و الموصول بالخبر، و لکنّه یتعلق بمحذوف علی أن یکون صفۀ للخبر الذي
یعنی به الذکر، و لا غیره من الکتب، و ذلک لتعلّق «1» هو قوله: اثْنا عَشَرَ شَ هْراً، و الکتاب لا یکون إلّا مصدراً، و لا یجوز أن یکون
الیوم به، و الیوم و سائر الظروف لا تتعلق بأسماء الأعیان لأنّها لا معانی فیها للفعل، فبهذا یعلم أنّه مصدر.
فأمّا قوله تعالی: وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ [البقرة/ 285 ] فإنّ الکتب جمع کتاب و هو مصدر کتب فنقل، و سمّی به، فصار یجري مجري
الأعیان و ما لا معنی فعل فیه، و علی ذلک کسر، فقیل: کتب کما قالوا: إزار و أزر، و لجام و لجم. و لو لا أنّه صار منقولًا، لکان خلیقاً
أن لا یکسّر، کما أنّ عامۀ المصادر لا تجمع، فأمّا الجمع فیه فللکثرة، و أمّا الإفراد فی قول من قرأ:
وَ ادْعُوا ثُبُوراً کَثِیراً [الفرقان/ 14 ] و نحو ذلک، و لکن کما :«2» و کتابه فلیس کما تفرد المصادر، و إن أرید بها الکثیر کقوله تعالی
تفرد الأسماء التی یراد بها الکثرة نحو قولهم: کثر الدینار و الدرهم، و نحو ذلک مما یفرد لهذا المعنی، و هی تکسر، و کذلک:
أهلک الناس الشاة و البعیر، فإن قلت: إنّ هذه الأسماء التی یراد بها الکثرة تکون مفردة، و هذه مضافۀ قیل: قد جاء المضاف من
الأسماء، یعنی به الکثرة، و فی التنزیل: ( 1) سقطت من (ط).
2) سقطت من (ط). )
ص: 459
.«1» « منعت العراق درهمها و قفیزها » : وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18 ، إبراهیم/ 34 ] و فی الحدیث
بن الرقاع: «2» فهذا یراد به الکثرة، کما یراد فیما فیه لام التعریف، و ممّا یجوز أن یکون علی هذا قول عدي
یدع الحیّ بالعشیّ رغاها و هم عن رغیفهم أغنیاء
الصّیام، و التکسیر أوجه لأنّ «4» و قال: أُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَۀَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إِلی نِسائِکُمْ [البقرة/ 187 ] و هذا الإحلال شائع فی جمیع لیالی «3»
و فیه لام المعرفۀ، و ،«5» الموضع یراد به الکثرة، و لیس مجیء الأسماء المضافۀ التی یراد بها الجنس، و الشّیاع، بکثرة ما جاء منها
الاسمان اللذان أحدهما قبله، و الآخر بعده مجموعان، فهذا یقوّي الجمع لیکون مشاکلا لما قبله و ما بعده، و یجوز فیمن أفرد فقال: و
کتابه أن یعنی به الشّیاع، و یکون الاسم مصدرا غیر منقول، فیسمّی الذي یکتب کتابا، ( 1) سبق تخریجه انظر ص 119 من هذا الجزء.
2) کذا فی (ط)، و سقطت من (م). و عدي بن الرقاع من الشعراء المقدمین، قال جریر سمعته ینشد: )
تزجی أغنّ کأن إبرة روقه.
فرحمته من هذا التشبیه فقلت: بأي شیء یشبهه تري! فلما قال:
308 حیث أخبار عدي. / قلم أصاب من الدواة مدادها رحمت نفسی منه. انظر الأغانی 9
3) لم أظفر بالقصیدة التی منها هذا البیت، و فی الشعر و الشعراء ص 620 بیتان من نفس الروي و الوزن و هما: )
لو ثوي لا یریمها ألف حول لم یطل عندها علیه الثواء
أهواها یشفّه أم أعیرت منظراً فوق ما أعیر النساء
4) فی (م): أیام. )
5) فی (م): فیها. )
ص: 460
کما قیل: نسج الیمن، أو علی تقدیر ذي، أي: ذي الذي یکتب.
[ [البقرة: 285
صفحۀ 231 من 237
:«1» اختلفوا فی ضمّ السّین و إسکانها من قوله تعالی
.«2» [ وَ رُسُلِهِ [البقرة/ 285 ] و رُسُلِنا [الإسراء/ 77
علی حرفین مثل: «3» فقرأ أبو عمرو ما أضیف إلی مکنیّ
رُسُلِنا، و رُسُلُکُمْ [غافر/ 50 ] بإسکان السین، و ثقّل ما عدا ذلک.
و روي علیّ بن نصر عن هارون عن أبی عمرو أنّه خفّف عَلی رُسُلِکَ [آل عمران/ 194 ] أیضاً. و قال علیّ بن نصر:
.«4» سمعت أبا عمرو یقرأ عَلی رُسُلِکَ مثقّلۀ، و قرأ الباقون کلّ ما فی القرآن من هذا الجنس بالتثقیل
کما یخفّف ذلک «5» قال أبو علیّ: وجه قراءة من ثقّل عَلی رُسُلِکَ أنّ أصل الکلمۀ علی فعل بضمّ العین، و من أسکن خفّف ذلک
فی الآحاد فی نحو العنق، و الطّنب، و إذا خفّفت الآحاد، فالجموع أولی من حیث کانت أثقل من الآحاد، و الدلیل علی أنّه علی فعل
لامه حرف علّۀ نحو: کساء، و رداء ( 1) سقطت من (ط). «6» مضموم العین، رفضهم هذا الجمع، فیما کان
2) هذه الآیۀ وردت کثیراً و لکنها لم تأت مکسورة اللام إلّا فی موضعین، الأول فی الإسراء و الثانی فی الحدید/ 27 . انظر المعجم )
المفهرس للآیات.
3) مکنی: ضمیر. )
4) انظر السبعۀ ص 185 فهناك اختلاف یسیر. )
5) سقطت ذلک من (ط). )
6) فی (ط): کانت. )
ص: 461
و رشاء، أ لا تراهم لم یجمعوا شیئاً من هذا النحو علی فعل، کما جمعوا قذالًا، و کتاباً، و حماراً و رغیفاً علی فعل، و لم یجمعوه أیضاً
علی التخفیف لأنّه إذا خفّف، و الأصل التثقیل، کانت الحرکۀ فی حکم الثبات و منزلته. أ لا تري أنّ من قال:
رضی، و لقضو الرجل، لمّا کانت الحرکۀ فی حکم الثبات عنده لم یردّ الواو و لا الیاء؟ و کذلک نحو رشاء، و قباء، لم یجمع علی فعل
وثن، و قالوا: ثنیان فی جمعه أیضاً، و ما عداه مرفوض غیر مستعمل، و مما یدلّ «1» و لم یجیء من هذا الباب شیء علی فعل إلّا ثنیّ
علی أن الأصل فیه الحرکۀ، أنّه لو کان الأصل السکون لم یرفض فیه جمع ما کانت اللّام فیه یاءً، أو واواً، کما لم یرفض ذلک فی
جمع ما أصله فعل، و ذلک نحو:
و أبو، أ لا تري أنّهم لم ،«4» و عشو، و أبواء ،«3» و قنو، و عشواء «2» عمی، و أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْیَ [یونس/ 43 ] و کذلک قنواء
رفضهم لجمع هذا «5» یرفضوا جمع هذا لمّا کان ما قبله ساکناً فصار بمنزلۀ الآحاد نحو: حلو و عري، و ما أشبه ذلک؟ فقد دلّک
الضرب أنّه علی فعل و أنهم رفضوه لما یلزم فیه من القلب ( 1) فی القاموس (ثنی): الناقۀ الطاعنۀ فی السادسۀ و البعیر: ثنیّ، و الفرس
الداخلۀ فی الرابعۀ و الشاة فی الثالثۀ کالبقرة.
2) قنواء: مؤنث أقنی. کما فی القاموس (القنوة). )
3) مقصورة سوء البصر باللیل و النهار کالغشاوة: أو العمی. القاموس (العشا). )
79 : الأبواء: / 4) فی القاموس: (أبی): أبوته إباوة- بالکسر- صرت له أبا، و الاسم الأبواء، و قال یاقوت فی معجم البلدان (الأبواء) 1 )
فعلاء من الأبوّة.
5) فی (ط): فقد صار ذلک. )
ص: 462
و خوان، و ،«2» و نوار، و نور «1» و الإعلال. و مما یدلّ علی أنّ أصله فعل، بضم العین، أنّهم خفّفوا من ذلک نحو: عوان و عون
صفحۀ 232 من 237
خون، کراهۀ الضمۀ فی الواو فإذا اضطرّ الشاعر ردّه إلی أصله کما جاء:
و قوله: «3» تمنحه سوك الإسحل
علی أن أبا زید حکی: قوم قول، بضم الواو. «4» و فی الأکفّ اللامعات سور
و أمّا وجه تخفیف أبی عمرو ما اتّصل من ذلک بحرفین ( 1) فی القاموس (عون):
العوان: کسحاب من الحروب التی قوتل فیها مرّة، و من البقر و الخیل التی نتجت بعد بطنها البکر، و من النساء التی کان لها زوج-
قال إنه یقول إنّها بقرة لا فارض و لا بکر عوان بین » : جمعها عون بالضم ا. ه منه. و کلمۀ عوان من قوله تعالی فی سورة البقرة/ 68
.« ذلک
2) فی القاموس (نور): النوار کسحاب جمع نور، بالضم، و الأصل نور، بضمتین فکرهوا الضمۀ علی الواو. و نارت نورا و نوارا بالکسر )
.« نوار و نور » بدل « و بوار و بور » :( و الفتح نفرت، و بقرة نوار تنفر من الفحل. و جاءت فی (ط
84 و فیه یحسنه بدل / 338 ، و ابن یعیش 10 / 3) عجز بیت لعبد الرحمن بن حسان و صدره: أغرّ الثنایا أحمّ اللّثات، انظر المنصف 1 )
113 . و فی (ط) فوق / 130 . و المقتضب 1 / 530 و فیه تحسنها بدل تمنحه. و الأشمونی 4 / تمنحه. و شرح شواهد الألفیۀ للعینی 4
البیت: کذا عنده، و المعروف: تمنح فاها سوك الإسحل.
369 و / 338 و سیبویه 2 / 4) عجز بیت لعدي بن زید العبادي و صدره: عن مبرقات بالبرین تبدو انظر اللسان (لمع) و المنصف 1 )
.113 / المقتضب 1
. 127 و شواهدها 121 / و شرح الشافیۀ 2
ص: 463
من حروف الضمیر، أو بحرف نحو: رُسُلِکَ [آل عمران/ 194 ]، فلأنّ هذا قد یخفّف إذا لم یتّصل بمتحرك، فإذا اتّصل بمتحرك
حسن التخفیف لئلا تتوالی أربعۀ أحرف متحرکۀ لأنّهم کرهوا توالیها علی هذه العدة بهذه الصورة، و من ثم لم تتوال أربع متحرکات
لهذا الذي ذکرناه من کراهتهم توالی أربع متحرکات. و من لم یخفّف «2» إلّا أن یکون مزاحفاً، أو یخفّف ،«1» فی بناء الشعر، و الکلم
فلا حکم له، أ لا تري أنّ الإدغام فی نحو: جعل «3» فلأنّ هذا الاتصال بالحرفین لیس بلازم للحرف، و ما لم یکن لازماً فی هذه الکلم
لک، لم یلزم و إن کان قد توالی خمس متحرکات، و هذا لا یکون فی بناء الشعر، لا فی مزاحفه و لا فی سالمه و لا فی الکلم
المفردة. و قد جاز فی نحو هذا أن لا یدغم لمّا لم یکن لازماً، و من ثمّ روي عن أبی عمرو عَلی رُسُلِکَ و عَلی رُسُلِکَ کأنّه أخذ
بالوجهین و ذهب إلی المذهبین.
[ [البقرة: 284
.[ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ، وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ [البقرة/ 284 :«5» فی الجزم و الرفع من قوله تعالی «4» و اختلفوا
فقرأ ابن کثیر و نافع و أبو عمرو و حمزة و الکسائی: فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ، وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ جزماً.
1) فی (ط): و الکلام. ) .«6» و قرأ ابن عامر و عاصم: فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ، وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ رفعاً
2) فی (ط): فیخفف. )
3) فی (م) (الکلمۀ). )
4) سقطت الواو من (ط). )
5) سقطت من (ط). )
. 6) السبعۀ ص 195 )
صفحۀ 233 من 237
ص: 464
قال أبو علی: وجه قول من جزم أنّه أتبعه ما قبله، و لم یقطعه منه و هذا أشبه بما علیه کلامهم، أ لا تري أنّهم یطلبون المشاکلۀ، و
یلزمونها؟ فمن ذلک أنّ ما کان معطوفاً علی جملۀ، من فعل و فاعل، و اشتغل عن الاسم الذي من الجملۀ التی یعطف علیها الفعل،
جاء من هذا النحو فی التنزیل نحو قوله «3» الرفع، و علی هذا ما «2» یکن قبله الفعل و الفاعل لاختاروا «1» یختار فیه النصب و لو لم
فَرِیقاً هَدي وَ فَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلالَۀُ [الأعراف/ 30 ] و قوله: یُدْخِلُ :«4» وَ کُلا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ [الفرقان/ 39 ]، و قوله تعالی :«4» تعالی
مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ وَ الظَّالِمِینَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً [الإنسان/ 31 ] فکذلک ینبغی أن یکون الجزم أحسن لیکون مشاکلًا لما قبله فی
لیقع بذلک عطف اسم علی اسم، ،« أن » و کذلک إذا عطفوا فعلًا علی اسم أضمروا قبل الفعل .«6» [ اللفظ [و لم یخلّ من المعنی بشیء
لأنّ الاسم بالاسم أشبه من الفعل بالاسم، کما أن جملۀ من فعل و فاعل أشبه بجملۀ من فعل و فاعل. من جملۀ من مبتدأ و خبر بجملۀ
من فعل و فاعل فلهذا ما جاء ما کان من نحو: وَ کُلا ضَ رَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ [الفرقان/ 39 ] فی التنزیل بالنصب. و هذا النحو من طلبهم
المشاکلۀ کثیر. و من لم یجزم ( 1) فی (ط): و إن لم.
2) فی (ط): اختاروا. )
3) سقطت من (م). )
4) سقطت من (ط). )
6) فی (ط): و لیس یختل من المعنی شیء. )
ص: 465
الفعل لوقوعه موقع خبر المبتدأ، «2» وجهین إما أن یجعل الفعل خبراً لمبتدإ محذوف فیرتفع «1» قطعه من الأول، و قطعه منه علی أحد
و إمّا أن یعطف جملۀ من فعل و فاعل علی ما تقدمها.
.«3» [تمّ الکلام فی سورة البقرة و الحمد للّه و سلام علی عباده الذین اصطفی
یلیه فی الجزء الثالث (حسب تقسیمنا) الکلام فی سورة آل عمران ( 1) سقطت من (ط).
أوجه. « أن یجعل » و ما أثبتناه من (ط) بالعطف علی الفعل « یرتفع » :( 2) فی (م )
3) ما بین المعقوفتین سقطت من (ط). )
الحجۀ للقراء السبعۀ، ج 3، ص: 5
تعریف مرکز